~ آهاتي و عثرات أمتي ... ~

سألت فؤادي بربك ما الذي

يبكيك دهراً زاخـر العثراتِ

أتراه دأباً قد سـرى ترياقه
ألمـاً تجذر أم يا ترى آهاتي

فالقلب يطـوي جراحاً لطالما
سكنت ضلوعي للجوى زفراتي

والدمع يجــري هائماً عبراته
تعانق فجراً فصورت قسماتي

هديل الحمـائم ما توانى لحظةً
يداوي عليلاً تجرع الحسراتِ

وتناهبت نفسي أشجانها تترى
فسلوت ما تلوت في ركعـاتي

فأجاب قلبي رحماك لا تسل
لا تلمني لم يبقَ إلا رفـاتي

فأمتي سلمت أمرها للغواصبِ
مقهورة مقموعة سبية لعداتي

أبنائها تركوا الجراح عويلها
وكما الرياح تداعب الجمرات

وتفرقوا يتوسلون انذال الورى
وأمجاد أمتنا تنجدلت لسباتِ

وبريقُ وحدتنا قد غاب نجمه
بين الحدود وتحت جور قضاتي

تشرذمت بلدانها اشـلاء ملة
وتنكبت اصولها أسيرة النزواتِ

ثرواتها باتت بأيدي عصــابةٍ
رهينة الغبن والاسراف والشهوات

والجوع والحرمان حدث ولا حرج
وسطوة السلطان مبعث اللعنـات

وهيبة البلدان تبعثر عقدهــا
وكرامة الاوطان سليبة الكبوات

إعلامنـا ذاك الفقيد فعاله
طمس الهوية هابط القنواتِ

قتل العروبة واستباحة عزها
فعل حقود يكرس النكبات

تثبيت أنياب التفرق والغوى
كابوس أعيا كاهل الازمات

عذراً فؤادي لن أبوح بمألمك
أيقضت ناراً أوارها همساتي

لكنني مذ رأيت أطلال الهوى
تعاقر كأساً أتخم السكرات

تناجي زماناً قد أظلّ بوجده
أبناء يعرب اطيب النفحاتِ

استنهضــوا يا قوم شيم الاوائل
وتضرعوا إلى ذي العرش بالدعوات

بعزيمة الابطــال نجتاز المحن
مرابطون على المدى صلواتي

وإلهام العليم للأمـاجد بلسم
سبيل النجـاة معطر النسماتِ

وعهد على الاحرار أن نحيا لها
عماداً تسامى ذكرها لمسـاتي

آهاتي وعثرات أمتي