~ عِشْـــــــقُ العـــــــروبة ~

عِشْقُ العروبة

ألا حــيِّ العروبةَ إنَّ نفسي
تُنـاجي في الهوى دوماً سناها

لها في ثنــايا القلبِ عشقٌ
تجذَّرَ في الثرى حتى سمـاها

من المحيطِ ووجهُ الشمسِ طَلْقٌ
إلى الخليجِ بريقُ ماضيها تباها

أبنــاءُ يعربَ إن لكم هَيَامٌ
تألقَ نجمُهُ سميرَ هـــواها

جنةُ الارضِ بركـاتٌ وطهرٌ
هبةُ البــاري للدنيا حباها

رسولُ الشوقِ يشدو بذكرها
كما الحنينُ إلى صَبٍّ شكاها

للهُ درُّ الهــائمينَ بها غراماً
كما الجنينُ ترعرعَ في حشاها

عروبتـــي نبعُ المحبةِ نورُها
ألقُ الضياءِ بينَ شمسٍ وضحاها

كأنمــــا الماءُ النميرُ تدفقاً
يختــالُ حسناً هائماً بشذاها

مهما تطـاولَ الفئرانُ قدحاً
لن يطالوا شيئــاً من ذراها

وكيفما تآمرَ الفجـارُ حقداً
سيبقى للدنى محمودٌ ثنــاها

لغةُ السماءِ في الكتـابِ بيانٌ
تجلّى ذكرهُ للعــالمينَ هُداها

أرض الرباط للخليقـة موئلٌ
سلِ العارفينَ عن مهدٍ سواها

وقلْ للتـاريخِ والامجادِ عنها
واذكرْ في الكتابِ آياتٍ تلاها

وفيها الوحيُ لما كـانَ وصلاً
نفحاتُ اريجها مأمولٌ رجاها

مهدُ النبوةِ للقاصدين عرينُها
اشراقَة النورِ عطــريٌّ ثراها

ألا ليتَ شعري أنَّ مدحي لها
لم ينلْ حظاً من فيضَ مُنـاها

وعبيرُ الحبُّ لمّا صــارَ نهراً
شريانُ قلبٍ نابضٍ مـا سلاها

والفخرُ بعدَ اللهِ فيها شرعةٌ
إلى يوم البعث محتوماً قضاها

.....

العروبة لم تخطئ يوماً وانما أخطأ العرب... فلا بد أن يعطها الضمير الحي حقها وأن ينسج القلم ألحان ما يخالج القلب ليحكي قصة عشق تاهت في زحمة هذا الزمن الصعب ...

العروبة هي الكلمات التي تخرج من أفواهنا لتعانق كل المعاني السامية التي عرفتها العروبة وتفاخرَ بها العربي ... هي كرامة النعمان بن المنذر وفخر الخنساء وبأسُ أمير العرب معنُ بن زائدة ...

العروبة هي الأم ... وهل يعقل أن يتنكر أحدٌ لأمه؟!
وأختم بما قاله الشاعر الكبير بدر شاكر السياب: إني لأعجب كيف يخون الخائنون ... أيخون إنسانٌ بلاده؟